إستمع إلى القرآن الكريم
تحديد إتجاه القبلة
الساعة
اليومية
ساعات لجميع الدول
الصحف اليومية
جرائد مغربية |
---|
المواضيع الأخيرة
بحـث
ملاحظة
لقمان والقلب واللسان
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
لقمان والقلب واللسان
عندما كان لقمان عبداً قال له سيده
اذهب و اذبح لي شاةً وائتني بأطيب شيئين فيها
فأتاه بالقلب و اللسان
فقال له سيده اما كان فيها شيئ أطيب من هذين فقال له لقمان لا
ثم بعد فترة طلب منه سيده ان يذبح شاة ويأته بأخبث شيئين فيها
فأتاه بالقلب و اللسان ايضا
فقال له سيده مستغربا امرتك ان تأتني بأطيب شيئين فأتيتني بالقلب و اللسان ثم أمرتك ان تأتني بأخبث شيئين فأتيتني بالقلب و اللسان أيضا
فقال لقمان الحكيم :
(إنه ليس بشيئ أطيب منهما إذا طابا و لا أخبث منهما إذا خبثا)
فالمرء بأصغريه قلبه و لسانه فهما المعيار الذي نقيم من خلاله اي انسان
وبهما يستدل على الانسان اهو طيب او خبيث
اذهب و اذبح لي شاةً وائتني بأطيب شيئين فيها
فأتاه بالقلب و اللسان
فقال له سيده اما كان فيها شيئ أطيب من هذين فقال له لقمان لا
ثم بعد فترة طلب منه سيده ان يذبح شاة ويأته بأخبث شيئين فيها
فأتاه بالقلب و اللسان ايضا
فقال له سيده مستغربا امرتك ان تأتني بأطيب شيئين فأتيتني بالقلب و اللسان ثم أمرتك ان تأتني بأخبث شيئين فأتيتني بالقلب و اللسان أيضا
فقال لقمان الحكيم :
(إنه ليس بشيئ أطيب منهما إذا طابا و لا أخبث منهما إذا خبثا)
فالمرء بأصغريه قلبه و لسانه فهما المعيار الذي نقيم من خلاله اي انسان
وبهما يستدل على الانسان اهو طيب او خبيث
bouchra- عضو مميز
- عدد المساهمات : 735
تاريخ التسجيل : 28/02/2010
رد: لقمان والقلب واللسان
سلمتي أختى على الكلام الرائع فلقمان معروف عنه الحكمة بحيث لقب بلقمان الحكيم
يعطيك الف عافية
يعطيك الف عافية
رد: لقمان والقلب واللسان
شكرالك وجزاكي الله خيرا
كلمات صحيحة مئة في المئة
وكما قال يحي بن معاذ:
(القلوب كالقدور في الصدور تغلي بما فيها ومغارفها السنتها ، فانتظر الرجل حتى يتكلم
فإن لسانه يغترف لك ما في قلبه من بين حلو وحامض وعذب وأجاج ؛ يخبرك عن طعم قلبه اغتراف لسانه )
...
سعيدة- مـشـرفــة
- عدد المساهمات : 697
تاريخ التسجيل : 09/01/2010
رد: لقمان والقلب واللسان
اولا جزاكم الله كل خير ونفع بكم الاسلام والمسلمين
فعلا موضوع هادف جدا وخطير
واكمل معكم بعد اذن الجميع فيه فابدا بالحديث الشريف
عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ( إن الحلال بين ، وإن الحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه،ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب)
رواه البخاري ومسلم
كل عضو من أعضاء البدن خلق لفعل خاص
ـ فإذا قام العضو بالفعل الذي خلق له عضواً سليماً صحيحاً.
ـ وإذا تعذر على العضو الفعل الذي خلق له أو صدر مع نوع من الاضطراب أو الخلل كان عضواً مريضاً:
فمرض اليد: أن يتعذر عليها البطش.
ومرض العين: لأن يتعذر عليها النظر والرؤية.
ومرض اللسان: أن يتعذر عليه النطق.
ومرض البدن ككل: أن يتعذر عليه حركته الطبيعية أو يضعف عنها.
ومرض القلب: أن يتعذر عليه ما خلق له من معرفه الله ومحبته والشوق إلى لقائه، والإنابة إليه، وإيثار ذلك على كل شهوة.
فلو عرف العبد كل شيء ولم يعرف ربه فكأنه لم يعرف شيئاً.
ـ ولو نال كل حظ من حظوظ الدنيا ولذاتها وشهواتها ولم يظفر بمحبه الله،
والشوق إليه والإنس به فكأنه لم يضفر بلذة ولا نعيم ولا قرع عين.
ـ بل إذا كان القلب خالياً عن ذلك عادت حظوظ الدنيا ولذاتها عذاباً له ولابد،
فيصير معذباً بنفس ما كان به منعماً من جهتين:
من جهة تحسره الشديد على كل ما يفوته في الدنيا من بعض متاعها وحظوظها ولذاتها،
وكلما حيل بينه وبين شيء من ذلك مع شده تعلق روحه به.
من علامات مرض القلب:
عرفنا أن القلب الصحيح هو الذي يقوم بعمله من معرفه الله ومحبته والإنس به والشوق إليه،
وأن القلب المريض الذي يتعذر ذلك عليه ولا يصدر منه
أو قد يصدر منه بعض ذلك مع نوع من الاضطراب أو التشويش وحينئذ تظهر علامات المرض:
ـ فمنها أن يؤثر الإنسان شهواته على الله عز وجل ومحبته وامتثال أمرة:
ويظهر ذلك على جوارحه فيفسد جسده تبعاً لفساد القلب أو مرضه،
فالقلب كالملك والجوارح كالجنود تتحرك بأمره.
فإذا مرض القلب صار يؤثر الأغذية الضارة على الأغذية النافعة ويعدل عن دوائه النافع إلى دائه الضار.
فإن من كان قلبه صحيحاً عرف الله، ومن عرف الله أحبه وأخلص له العبادة ولابد،
ولم يؤثر عليه شيئاً من المحبوبات، فمن آثر عليه شيئاً من المحبوبات فقلبه مريض
فاقد للتذوق كما أن المعدة إذا اعتادت أكل الخبيث وآثرته على الطيب سقطت عنها شهوة الطيب وفقدتها،
وتعوضت بمحبه الخبيث غير الطيب.
ـ ومن علامات مرض القلب، بل من دلائل موته أنه لا تؤلمه جراحات القبائح،
ولا توجعه المعاصي، ولا تحرقه الآثام: بل يفعل المعصية دون أن يشعر بتحرج أو ندم أو أرق.
من يهن بسهل الهوان عليه..... فالجرح بميت إيلام.
ومن هنا نعلم أن الناس إزاء المرض الذي في قلوبهم قسمان:
قسم لا يشعر بمرضه، فهو ميت القلب تماماً:
فإن القلب قد يمرض ويشتد مرضه، ولا يعرف به صاحبه، لاشتغاله وانصرافه عن معرفه صحته وأسبابها،
بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته، لا تؤلمه الذنوب، ولا يوجعه جهله بالحق،
وعقائده الباطلة، فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه، وتألم بجهله بالحق بحسب ما فيه من حياة.
وقسم آخر يشعر بمرض قلبه: وهذا القسم نوعان:
1- نوع يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها، فهو يؤثر بقاء ألمه على مشقة الدواء،
وذلك لأن مرض القلب دواؤه في مخالفة الهوى، وذلك أصعب شيء على النفس ولكن ليس أنفع منه.
2- ونوع آخر يوطن نفسه على الصبر على تناول الدواء ومخالفة الهوى ثم ينفسخ عزمه بعد قليل،
ولا يستمر معه لضعف علمه وبصيرته وصبره، كمن دخل في طريق مخوف مغصن إلى غاية الأمن،
وهو يعلم أنه إن صبر عليه أنقضى الخوف وأعقبه الأمن، فهو محتاج إلى قوة صبر،
وقوه يقين بما يصير إليه، ومتى ضعف صبره ويقينه رجع من الطريق، ولم يتحمل مشقتها،
ولا سيما إن عدم الرفيق واستوحشن من الوحدة.
ومن هذا نعلم أن من علامات أمراض القلوب عدو لها عن الأغذية النافعة لها إلى الأغذية الضارة،
وعدو لها عن دوائها النافع إلى دائها الضار. فلنتعرف على بعض تلك الأغذية الضارة لنحذر منها.
ومن الأغذية الضارة التي تمرض القلب:
إتباع الوساوس والشبهات والشكوك: والتفكير في بعض الأمور بغير علم،
والاسترسال في التفكير في الغيبيات والقدر وغير ذلك. والانشغال عن العمل والطاعة.
اتباع الشهوات المحرمة أو التفكير فيها: ولذلك ففي بعض وجوه التفسير في قوله تعالى (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ) قيل: أي زنا.
ومن المعلوم أن مفتاح شهوات الفرج النظر بشهوة إلى أي مخلوق غير الزوجة وملك اليمين.
وإطلاق البصر إلى ما حرم الله يورث مرضاً في القلب يشتته عن ربه،
ويثقل عليه العبادة ويسلبه لذتها وحلاوتها لاسيما إذا وقع في داء العشق الذي شبهة العلماء بالشرك
لأن في كل تعلقاً شديداً للقلب بغير الله، ومبدأ ذلك كله من النظر المحرم.
ولهذا كان غض البصر عن المحارم يورث ثلاث فوائد عظيمة الخطر جليلة القدر: إحداها: حلاوة الإيمان ولذته.
والثانية: نورا لقلب وصحة فراسته.
والثالثة: قوة القلب وثباته وشجاعته.
فلا يستغرب بعد ذلك أن يكون إطلاق البصر إلى ما حرم الله
من أهم أسباب مرض القلوب،
كما أن غض البصر من أهم أسباب صحة القلوب وشفائها،
لأن غض البصر يسبب راحة القلب وحضوره مع الله عز وجل واجتماعه في العبادة دون تشتت،
وانتفاعه بالقرآن حين تلاوته وسماعه.
ومن المعلوم أن العبد في حاجه شديدة للقرآن لأنه أعظم الأدوية النافعة،
ولكن العبد لا يتم انتفاعه بالقرآن إذا كان قلبه مشتتاً هائماً في أودية الشهوات، سارحاً في التفكير فيها.
وكل من أفتتن بشهوة من شهوات الدنيا فإنه يعيش معذباً بها لاهياً عن نعيم القرآن ولذة العبادة حتى يفسد قلبه فساداً عظيماً،
وإذا أردت أن تعرف عذاب أهل الدنيا بها فتأمل حال عاشق فإن في حب معشوقة،
وكلما رام قرباً من معشوقة نأى عنه، ولا يفى له، ويهجره، ويصل عدوه.
فهو مع معشوقة في أنكد عيش، يختار الموت دونه. فمعشوقة قليل الوفاء،
عظيم الخيانة، كثير التلون، لا يأمن عاشقة معه على نفسه ولا على ماله،
مع أنه لا صبر له عنه، ولا يجد عنه سبيلاً سلوه تريحه، ولا وصال يدوم له،
فلو لم يكن لهذا العاشق عذاب إلا هذا العاجل لكفى،
فكيف إذا خرج من الدنيا ولم يظفر بمعشوقة وعذب بسببه في الآخرة
حيث شغله عن سعيه في طلب زاده للآخرة ومصالحه في يوم المعاد.
وإذا كان هذا حال صاحب القلب المريض الفاسد، فلننظر إلى حال صاحب القلب السليم.
فإن القلب الصحيح له علامات تدله على صحته نذكر ما تيسر منها ليقف كل منا وقفه مع نفسه:
هل توجد لديه هذه العلامات أم أنه يحتاج إلى توبة، ودواء عاجل، ودعاء صادق،
ومحاسبة للنفس، وازدياد من الطاعة وانزجار المعصية.
علامات صحة القلب:
1- فمن هذه العلامات أن يؤثر القلب النافع الشافي من الأدوية على الضار المؤذى من الشهوات والخبائث.
فتكون لذته في تلاوة كتاب الله وسماعه،فهو أنفع دواء وخير شفاء لما في الصدور،
كما قال جل وعلا (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)
وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ{57}
قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).
وقال عثمان رضي الله عنه (لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله).
2- ومن علامات صحة القلب أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل الآخرة،
لها حتى يشعر كأنه من أهل الآخرة وأبنائها الذين حلوا فيها، ينبغي أن يعجل بأخذها ويعود إلى وطنه.
3- ومن علامات صحة القلب أنه على الدوام يدفع صاحبة
لإنابة إلى الله ويلح عليه ليخبت ويخشع لربه ويقوده للتعلق به عز وجل تعلق المحبوب المضطر إلى محبوبة،
فيه يطمئن، وإليه يسكن،وإليه يأوي، وبه يفرح، وعليه يتوكل، فذكره قوته وغذاؤه ومحبته والشوق إليه حياته ونعيمه،
والالتفات إلى غيره والتعلق بسواه داؤه، والرجوع إليه سبحانه دواؤه الذي يزيل اضطرابه وقلقه،
ويسد فاقته وفقره،ويفي برغبته وحاجته.
فإن في القلب فاقه وحاجه لا يسدها شيء أبداً سوى الله تعالى،
وفيه شعث وتفرق لا يلمه غير الإقبال عليه تعالى، وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاص له عز وجل وعبادته وحده.
ـ قال بعض العارفين: مساكين أهل الدنيا، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها،
قيل وما أطيب ما فيها؟ قال: محبه الله والإنس به والشوق إلى لقائه، والتنعم بذكره وطاعته.
وقال آخر: إنه ليمر بي أوقات أقول فيها: إن كلن أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.
ـ وقال آخر: والله ما طابت الدنيا إلا بمحبته و طاعته، ولا الجنة إلا برؤيته ومشاهدته.
ـ وقال آخر: حياة القلب في ذكر الحي لا يموت، والعيش الهنيء الحياة مع الله تعالى لا غير.
ولهذه كانت الغفلة عن الله عند العارفين أشد عليهم من الموت،
لأن الغفلة انقطاع عن الحق، والموت انقطاع عن الخلق، وكم بين الانقطاع؟
ـ وقال آخر: من قرت عينه بالله تعالى قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله تقطع قلبه على الدنيا حسرات.
ـ وقال آخر: من سُره بخدمه الله تعالى سُرت الأشياء كلها بخدمته،ومن قرت عينه بالله قرت عيون كل أحد بالنظر إليه.
4ـ ومن علامات صحة القلب: أن لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من عبادته وطاعته،
ولا يأنس بغيرة، إلا بمن يدله عليه، ويذكره به ، ويذاكره بهذا الأمر.
5 ـ ومن علامات صحته انه إذا كان له ورد من قراءة للقرآن أو قيام لليل أو صيام لبعض الأيام
ففاته ورده وجد لفواته ألماً عظيماً أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده.
6ـ ومن علامات صحته: أنه يشتاق للعبادة والطاعة والنصب في سبيل الله،
كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشراب.
7ـ ومن علامات صحته: انه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا،
واشتد عليه خروجه منها، ووجد فيها راحته ونعيمه، وقره عينه وسرور قلبه.
8 ـ ومن علامات صحته: أن يكون شغله الشاغل وهمه واحداً، وان يكون ذلك فى الله.
9ـ ومن علامات صحته: أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعاً من أشد الناس شحاً بماله.
10 ـ ومنها من أعظمها ؛ أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل والإخلاص فيه أعظم منه بالعمل.
فيحرص على الإخلاص والنصيحة والمتابعة للسنة والإحسان فيه، ويشهد مع ذلك منّه الله عليه فيه أولاً وأخرا،
وقصد له ، بدنه له وأعماله له ، ونومه له ، وحديثه والحديث عنه أشهى من كل حديث ،
وأفكاره تحوم حول مراضيه ومحآبه الخلوة آثر عنه من الخلطة بالخلق إلا الحديث تكون الخلطة أحب إليه تعالى وأرضى له ،
قرة عينيه بربه ، وطمأنينته وسكونه إليه ، كلما وجد نفسه التفاتاً إلى غيره تعالى قال لها:
أرجعى إلى ربك أمر من ربه أو نهى أحسن من قلبه ناطقاً ينطق: لبيك وسعديك ،
إني سامع مطيع ممثل ، ولك على المنة فى ذلك ، والحمد فيه عائد إليك.
وإذا أصابه قدر من الأقدار المؤلمة وجد من قلبه ناطقاً يقول: أنا عبدك ومسكينك وفقيرك ،
وأنا عبدك الفقير العاجز الضعيف المسكين ، وأنت ربى العزيز الرحيم ، لا صبر لي إن لم تصبرني ،
ولا قوة لي إن لم تحملني وتقوني ، لا ملجأ لي منك إلا إليك ، ولا مستعان لي إلا بك ،
ولا انصراف لي عن بابك ، ولا مذهب لي عنك فهذا شأن القلب الصحيح ، جعلتا الله وإياكم من أصحابه.
فعلا موضوع هادف جدا وخطير
واكمل معكم بعد اذن الجميع فيه فابدا بالحديث الشريف
عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ( إن الحلال بين ، وإن الحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه،ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب)
رواه البخاري ومسلم
كل عضو من أعضاء البدن خلق لفعل خاص
ـ فإذا قام العضو بالفعل الذي خلق له عضواً سليماً صحيحاً.
ـ وإذا تعذر على العضو الفعل الذي خلق له أو صدر مع نوع من الاضطراب أو الخلل كان عضواً مريضاً:
فمرض اليد: أن يتعذر عليها البطش.
ومرض العين: لأن يتعذر عليها النظر والرؤية.
ومرض اللسان: أن يتعذر عليه النطق.
ومرض البدن ككل: أن يتعذر عليه حركته الطبيعية أو يضعف عنها.
ومرض القلب: أن يتعذر عليه ما خلق له من معرفه الله ومحبته والشوق إلى لقائه، والإنابة إليه، وإيثار ذلك على كل شهوة.
فلو عرف العبد كل شيء ولم يعرف ربه فكأنه لم يعرف شيئاً.
ـ ولو نال كل حظ من حظوظ الدنيا ولذاتها وشهواتها ولم يظفر بمحبه الله،
والشوق إليه والإنس به فكأنه لم يضفر بلذة ولا نعيم ولا قرع عين.
ـ بل إذا كان القلب خالياً عن ذلك عادت حظوظ الدنيا ولذاتها عذاباً له ولابد،
فيصير معذباً بنفس ما كان به منعماً من جهتين:
من جهة تحسره الشديد على كل ما يفوته في الدنيا من بعض متاعها وحظوظها ولذاتها،
وكلما حيل بينه وبين شيء من ذلك مع شده تعلق روحه به.
من علامات مرض القلب:
عرفنا أن القلب الصحيح هو الذي يقوم بعمله من معرفه الله ومحبته والإنس به والشوق إليه،
وأن القلب المريض الذي يتعذر ذلك عليه ولا يصدر منه
أو قد يصدر منه بعض ذلك مع نوع من الاضطراب أو التشويش وحينئذ تظهر علامات المرض:
ـ فمنها أن يؤثر الإنسان شهواته على الله عز وجل ومحبته وامتثال أمرة:
ويظهر ذلك على جوارحه فيفسد جسده تبعاً لفساد القلب أو مرضه،
فالقلب كالملك والجوارح كالجنود تتحرك بأمره.
فإذا مرض القلب صار يؤثر الأغذية الضارة على الأغذية النافعة ويعدل عن دوائه النافع إلى دائه الضار.
فإن من كان قلبه صحيحاً عرف الله، ومن عرف الله أحبه وأخلص له العبادة ولابد،
ولم يؤثر عليه شيئاً من المحبوبات، فمن آثر عليه شيئاً من المحبوبات فقلبه مريض
فاقد للتذوق كما أن المعدة إذا اعتادت أكل الخبيث وآثرته على الطيب سقطت عنها شهوة الطيب وفقدتها،
وتعوضت بمحبه الخبيث غير الطيب.
ـ ومن علامات مرض القلب، بل من دلائل موته أنه لا تؤلمه جراحات القبائح،
ولا توجعه المعاصي، ولا تحرقه الآثام: بل يفعل المعصية دون أن يشعر بتحرج أو ندم أو أرق.
من يهن بسهل الهوان عليه..... فالجرح بميت إيلام.
ومن هنا نعلم أن الناس إزاء المرض الذي في قلوبهم قسمان:
قسم لا يشعر بمرضه، فهو ميت القلب تماماً:
فإن القلب قد يمرض ويشتد مرضه، ولا يعرف به صاحبه، لاشتغاله وانصرافه عن معرفه صحته وأسبابها،
بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته، لا تؤلمه الذنوب، ولا يوجعه جهله بالحق،
وعقائده الباطلة، فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه، وتألم بجهله بالحق بحسب ما فيه من حياة.
وقسم آخر يشعر بمرض قلبه: وهذا القسم نوعان:
1- نوع يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها، فهو يؤثر بقاء ألمه على مشقة الدواء،
وذلك لأن مرض القلب دواؤه في مخالفة الهوى، وذلك أصعب شيء على النفس ولكن ليس أنفع منه.
2- ونوع آخر يوطن نفسه على الصبر على تناول الدواء ومخالفة الهوى ثم ينفسخ عزمه بعد قليل،
ولا يستمر معه لضعف علمه وبصيرته وصبره، كمن دخل في طريق مخوف مغصن إلى غاية الأمن،
وهو يعلم أنه إن صبر عليه أنقضى الخوف وأعقبه الأمن، فهو محتاج إلى قوة صبر،
وقوه يقين بما يصير إليه، ومتى ضعف صبره ويقينه رجع من الطريق، ولم يتحمل مشقتها،
ولا سيما إن عدم الرفيق واستوحشن من الوحدة.
ومن هذا نعلم أن من علامات أمراض القلوب عدو لها عن الأغذية النافعة لها إلى الأغذية الضارة،
وعدو لها عن دوائها النافع إلى دائها الضار. فلنتعرف على بعض تلك الأغذية الضارة لنحذر منها.
ومن الأغذية الضارة التي تمرض القلب:
إتباع الوساوس والشبهات والشكوك: والتفكير في بعض الأمور بغير علم،
والاسترسال في التفكير في الغيبيات والقدر وغير ذلك. والانشغال عن العمل والطاعة.
اتباع الشهوات المحرمة أو التفكير فيها: ولذلك ففي بعض وجوه التفسير في قوله تعالى (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ) قيل: أي زنا.
ومن المعلوم أن مفتاح شهوات الفرج النظر بشهوة إلى أي مخلوق غير الزوجة وملك اليمين.
وإطلاق البصر إلى ما حرم الله يورث مرضاً في القلب يشتته عن ربه،
ويثقل عليه العبادة ويسلبه لذتها وحلاوتها لاسيما إذا وقع في داء العشق الذي شبهة العلماء بالشرك
لأن في كل تعلقاً شديداً للقلب بغير الله، ومبدأ ذلك كله من النظر المحرم.
ولهذا كان غض البصر عن المحارم يورث ثلاث فوائد عظيمة الخطر جليلة القدر: إحداها: حلاوة الإيمان ولذته.
والثانية: نورا لقلب وصحة فراسته.
والثالثة: قوة القلب وثباته وشجاعته.
فلا يستغرب بعد ذلك أن يكون إطلاق البصر إلى ما حرم الله
من أهم أسباب مرض القلوب،
كما أن غض البصر من أهم أسباب صحة القلوب وشفائها،
لأن غض البصر يسبب راحة القلب وحضوره مع الله عز وجل واجتماعه في العبادة دون تشتت،
وانتفاعه بالقرآن حين تلاوته وسماعه.
ومن المعلوم أن العبد في حاجه شديدة للقرآن لأنه أعظم الأدوية النافعة،
ولكن العبد لا يتم انتفاعه بالقرآن إذا كان قلبه مشتتاً هائماً في أودية الشهوات، سارحاً في التفكير فيها.
وكل من أفتتن بشهوة من شهوات الدنيا فإنه يعيش معذباً بها لاهياً عن نعيم القرآن ولذة العبادة حتى يفسد قلبه فساداً عظيماً،
وإذا أردت أن تعرف عذاب أهل الدنيا بها فتأمل حال عاشق فإن في حب معشوقة،
وكلما رام قرباً من معشوقة نأى عنه، ولا يفى له، ويهجره، ويصل عدوه.
فهو مع معشوقة في أنكد عيش، يختار الموت دونه. فمعشوقة قليل الوفاء،
عظيم الخيانة، كثير التلون، لا يأمن عاشقة معه على نفسه ولا على ماله،
مع أنه لا صبر له عنه، ولا يجد عنه سبيلاً سلوه تريحه، ولا وصال يدوم له،
فلو لم يكن لهذا العاشق عذاب إلا هذا العاجل لكفى،
فكيف إذا خرج من الدنيا ولم يظفر بمعشوقة وعذب بسببه في الآخرة
حيث شغله عن سعيه في طلب زاده للآخرة ومصالحه في يوم المعاد.
وإذا كان هذا حال صاحب القلب المريض الفاسد، فلننظر إلى حال صاحب القلب السليم.
فإن القلب الصحيح له علامات تدله على صحته نذكر ما تيسر منها ليقف كل منا وقفه مع نفسه:
هل توجد لديه هذه العلامات أم أنه يحتاج إلى توبة، ودواء عاجل، ودعاء صادق،
ومحاسبة للنفس، وازدياد من الطاعة وانزجار المعصية.
علامات صحة القلب:
1- فمن هذه العلامات أن يؤثر القلب النافع الشافي من الأدوية على الضار المؤذى من الشهوات والخبائث.
فتكون لذته في تلاوة كتاب الله وسماعه،فهو أنفع دواء وخير شفاء لما في الصدور،
كما قال جل وعلا (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)
وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ{57}
قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).
وقال عثمان رضي الله عنه (لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله).
2- ومن علامات صحة القلب أن يرتحل عن الدنيا حتى ينزل الآخرة،
لها حتى يشعر كأنه من أهل الآخرة وأبنائها الذين حلوا فيها، ينبغي أن يعجل بأخذها ويعود إلى وطنه.
3- ومن علامات صحة القلب أنه على الدوام يدفع صاحبة
لإنابة إلى الله ويلح عليه ليخبت ويخشع لربه ويقوده للتعلق به عز وجل تعلق المحبوب المضطر إلى محبوبة،
فيه يطمئن، وإليه يسكن،وإليه يأوي، وبه يفرح، وعليه يتوكل، فذكره قوته وغذاؤه ومحبته والشوق إليه حياته ونعيمه،
والالتفات إلى غيره والتعلق بسواه داؤه، والرجوع إليه سبحانه دواؤه الذي يزيل اضطرابه وقلقه،
ويسد فاقته وفقره،ويفي برغبته وحاجته.
فإن في القلب فاقه وحاجه لا يسدها شيء أبداً سوى الله تعالى،
وفيه شعث وتفرق لا يلمه غير الإقبال عليه تعالى، وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاص له عز وجل وعبادته وحده.
ـ قال بعض العارفين: مساكين أهل الدنيا، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها،
قيل وما أطيب ما فيها؟ قال: محبه الله والإنس به والشوق إلى لقائه، والتنعم بذكره وطاعته.
وقال آخر: إنه ليمر بي أوقات أقول فيها: إن كلن أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.
ـ وقال آخر: والله ما طابت الدنيا إلا بمحبته و طاعته، ولا الجنة إلا برؤيته ومشاهدته.
ـ وقال آخر: حياة القلب في ذكر الحي لا يموت، والعيش الهنيء الحياة مع الله تعالى لا غير.
ولهذه كانت الغفلة عن الله عند العارفين أشد عليهم من الموت،
لأن الغفلة انقطاع عن الحق، والموت انقطاع عن الخلق، وكم بين الانقطاع؟
ـ وقال آخر: من قرت عينه بالله تعالى قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله تقطع قلبه على الدنيا حسرات.
ـ وقال آخر: من سُره بخدمه الله تعالى سُرت الأشياء كلها بخدمته،ومن قرت عينه بالله قرت عيون كل أحد بالنظر إليه.
4ـ ومن علامات صحة القلب: أن لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من عبادته وطاعته،
ولا يأنس بغيرة، إلا بمن يدله عليه، ويذكره به ، ويذاكره بهذا الأمر.
5 ـ ومن علامات صحته انه إذا كان له ورد من قراءة للقرآن أو قيام لليل أو صيام لبعض الأيام
ففاته ورده وجد لفواته ألماً عظيماً أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده.
6ـ ومن علامات صحته: أنه يشتاق للعبادة والطاعة والنصب في سبيل الله،
كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشراب.
7ـ ومن علامات صحته: انه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا،
واشتد عليه خروجه منها، ووجد فيها راحته ونعيمه، وقره عينه وسرور قلبه.
8 ـ ومن علامات صحته: أن يكون شغله الشاغل وهمه واحداً، وان يكون ذلك فى الله.
9ـ ومن علامات صحته: أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعاً من أشد الناس شحاً بماله.
10 ـ ومنها من أعظمها ؛ أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل والإخلاص فيه أعظم منه بالعمل.
فيحرص على الإخلاص والنصيحة والمتابعة للسنة والإحسان فيه، ويشهد مع ذلك منّه الله عليه فيه أولاً وأخرا،
وقصد له ، بدنه له وأعماله له ، ونومه له ، وحديثه والحديث عنه أشهى من كل حديث ،
وأفكاره تحوم حول مراضيه ومحآبه الخلوة آثر عنه من الخلطة بالخلق إلا الحديث تكون الخلطة أحب إليه تعالى وأرضى له ،
قرة عينيه بربه ، وطمأنينته وسكونه إليه ، كلما وجد نفسه التفاتاً إلى غيره تعالى قال لها:
أرجعى إلى ربك أمر من ربه أو نهى أحسن من قلبه ناطقاً ينطق: لبيك وسعديك ،
إني سامع مطيع ممثل ، ولك على المنة فى ذلك ، والحمد فيه عائد إليك.
وإذا أصابه قدر من الأقدار المؤلمة وجد من قلبه ناطقاً يقول: أنا عبدك ومسكينك وفقيرك ،
وأنا عبدك الفقير العاجز الضعيف المسكين ، وأنت ربى العزيز الرحيم ، لا صبر لي إن لم تصبرني ،
ولا قوة لي إن لم تحملني وتقوني ، لا ملجأ لي منك إلا إليك ، ولا مستعان لي إلا بك ،
ولا انصراف لي عن بابك ، ولا مذهب لي عنك فهذا شأن القلب الصحيح ، جعلتا الله وإياكم من أصحابه.
فارس عباد- الــمــــــراقــــب الــــعــــــــــــام
- عدد المساهمات : 479
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت أكتوبر 24, 2015 6:38 pm من طرف bouchra
» الاستغفار فوائده وفضائله
السبت أكتوبر 24, 2015 6:34 pm من طرف bouchra
» هل ما يفعله الشيعه في عاشوراء بدعه وضلاله
السبت أكتوبر 24, 2015 6:29 pm من طرف bouchra
» المسلسل التركي حريم السلطان الجزء الثاني10/1
الجمعة يونيو 26, 2015 11:04 pm من طرف abwsohyla
» ► ■■■ ☼ كيفية فقدان الوزن بشكل طبيعي و سريع و آمن؟؟هام... - المستشار العائلي ☼ ■■■ ◄
الثلاثاء نوفمبر 18, 2014 1:07 pm من طرف Hajarita
» بالصور: مهرجان "كشرى أبو طارق" .. بتاع الغلابة والناس اللى فوق
الجمعة نوفمبر 07, 2014 3:38 pm من طرف Hajarita
» اياكي والكحل اثناء الحمل
الأربعاء سبتمبر 03, 2014 12:07 am من طرف عاشقة
» عيد فطر مبارك
الثلاثاء يوليو 29, 2014 5:57 am من طرف bouchra
» ما أسرع أيامك يا رمضان
الثلاثاء يوليو 22, 2014 10:32 pm من طرف bouchra