إستمع إلى القرآن الكريم
تحديد إتجاه القبلة
الساعة
اليومية
ساعات لجميع الدول
الصحف اليومية
جرائد مغربية |
---|
المواضيع الأخيرة
بحـث
ملاحظة
المباهلة المباهلة المباهلة
مـنـتـدى الـشــبـــــــاب للــتـــواصـــــل :: قـضـايـا أمـتـنــا الاسـلامـيــة :: الـحـــوار الاسـلامــي المسيـحــي
صفحة 1 من اصل 1
المباهلة المباهلة المباهلة
عندما تم فتح مكّة والطائف ودُمِّرَت معاقل الشِّرك والوثنيّة
وظهر الاسلام كقوّة عقيدية وسياسية وعسكرية ؛ أخذت وفود العرب تَفِدُ على رسول الله لِتُعْلِنَ إسلامها وولاءها ،
فوفد على رسول الله ثلاثة وثلاثون وفداً يمثِّلون قبائلهم ،
وأخذ رسول الله يوجِّه كتبه ورسله إلى الملوك والرؤساء يدعوهم إلى الاسلام من منطق القوّة
والوثوق بالوعد الالهي بالنصر المؤزر ،
وكان ممن وجّه إليهم كتبه ،
هم أساقِفَةُ نجران يدعوهم إلى الاسلام ويعرّفهم بدعوته . ونصّ كتابه المبارك هو :
«بسم الله ، من محمّد رسول الله إلى أساقفة نجران : بسم الله فإنِّي أحمدُ إليكم إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ، أمّا بعد ذلكم فإنِّي أدعوكم إلى عبادة الله مِن عبادةِ العِبادِ ، وأدعوكم إلى ولاية الله مِن وِلاية العِبادِ ، فإنْ أبيتم فالجزية ، وإنْ أبيتم آذَنتكم بحرب ، والسلام» .
حلّ هذا الكتاب الّذي خاطب زعماء النصارى في نجران في بلاد اليمن ،
مثل انطلاقة جديدة تستهدف إحلال الدين الاسلامي وفق السنن الالهيّة محلّ الديانة المسيحية
بعد أن حُرِّفَتْ وبعد أنْ قَضَى الله سبحانه نَسْخَها ، وإن كانت صحيحة ،
وفي الرِّسالة نُلاحظ أنّ الرّسول صلى الله عليه وسلم
حاول أن يُرْجِعَهُم إلى اُصول العقيدة التوحيدية الّتي بشّر بها إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب لاتفاقهم معه ،
أنّ هؤلاء هم رسل الله ، ولِيُثْبِتَ لهم أنّه نبيٌّ يدعو بدعوة الانبياء .
ثمّ إنّنا نشاهد في هذه الرِّسـالة منطق القوّة الّتي يُخاطَبُ بها المُعانِدون ،
إنْ لم يستجيبوا لمنطق الحق ، ودعوة العقل السليم .
لقد أحدثَ هذا الكتاب هزّة عنيفة في كيان النصارى في بلاد اليمن ، ورأوا أنْ يَقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بوفد يخوض حواراً عقيديّاً وفكريّاً ، توجّه الوفد برئاسة أبي حارثة الاُسقُف ومعه العاقِب
والسيِّد وعبدالمسيح وكوز وقيس والايهم ، فوصلوا المدينة ودخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
في مسجده الشريف وهم متباهون بزينتهم وحُلِيِّهِم ظانِّين أنّ ذلك يؤثِّر على موقف
رسول الله صلى الله عليه وسلم
النفسيّ . وحين رآهم رسول الله متظاهرين بمظاهر العظمة المزيّفة
قال لاصحابه: «دعوهم». ثمّ التقوا رسولَ الله ، وبدأ الحوار والمساءلة طوال ذلك اليوم
.
ثمّ سأل أبو حارثة رسولَ الله : «يا محمّد ! ما تقول في المسيح ؟
قال : هو عبد الله ورسوله . فقال أبو حارثة : تعالَى الله عمّا قلت» .
وكان يظنُّ في المسيح ظنّ الرّبوبية ، وحين اشتدّ إصرارهم على القوّة من عقيدة الشِّرْك وتأليه المسيح
ورفض نبوّة محمّد صلى الله عليه وسلم ، أراد الله سبحانه أن يُظْهِر لهم نبوّة محمّد صلى الله عليه وسلم
بإجابة دعوته وبطلان عقيدتهم ودعواهم ، فأنزل الله على نبيِّه آية المباهلة ، قال تعالى :
(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ ا لْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى ا لْكَاذِبِينَ ).(آل عمران/61 )
استمع الرّسول صلى الله عليه وسلم إلى البيان الالهي .
فَأصْغَى إلى كلمة الفصل والنص السماوي له . إنّهُ حجّة إعجازيّة تُضاف إلى حجّته الفكـرية والمبدئية ،
وإذن توجّه الرسول صلى الله عليه وسلم بالخطاب إلى وفد النصارى :
«إن لم تُؤمنوا بي وتُصدِّقوني ، فتعالَوا نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لعنةَ اللهِ علَى الكاذِب
ونَنْتَظِرْ مَنْ سيَقَعُ عليهِ العَذابُ والعِقابُ الالهي فهوَ على باطل ، فقالوا للنبيّ : نُباهِلُكَ غداً»
.
ثمّ اجتمعوا فتحاوروا وتشاوروا بينهم،
فقال أبو حارثة لوفده : «اُنْظُروا مَنْ جاءَ معه ، وغدا رسول الله آخذاً بيد الحسنِ والحسينِ تتبعُهُ فاطمةُ ،
وعليّ بن أبي طالب بين يديه ، وغدا العاقِبُ والسيِّدُ بِابْنَيْنِ لهما عليهما الدُّرُّ والحُلِيُّ ،
وقد حَفّوا بأبي حارثة ، فقال أبو حارثة : مَنْ هؤلاءِ مَعَه ؟
قالوا : هذا ابن عمِّهِ ، وهذهِ ابنتُهُ ، وهذانِ إبناها ، فجثا رسولُ الله على ركبتيه ثمّ رَكَعَ ،
فقال أبو حارثة : جثا واللهِ كما يجثو النبيّونَ للمباهلة» .
وحين شاهد الوفدُ ورئيسُهُ ذلك المنظَر النبويَّ المجَلَّلَ بالصِّدْق والخُشوع والثِّقَةِ بنتائجِ المباهلة دخلَ الرُّعب إلى نفوسهم،
فقال السيِّد رئيس الوفد: «اُدْنُ يا أبا حارثة للمباهلة ، فقال إنّي أرى رجلاً حَريّاً على المباهلة وإنّي أخاف أن يكون صادقاً ،
فإنْ كان صادقاً لم يَحُلِ الحولُ وفي الدُّنيا نصرانيّ يُطعَمُ الطّعامَ . قال أبو حارثة : يا أبا القاسم لا نباهلك ،
ولكنّا نعطيك الجزية ، فصالحهم رسول الله على ألفي حُلَّة مِنْ حُلَلِ الاواقي ،
قيمة كلّ حلّة أربعون درهماً ، فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك».
تجلّى الموقف وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصراً ظافراً ،
وخرج الوفد يجرّ أذيال الخنوع والتسليم لارادة الحق.
فرّوا من المباهلة ورضوا بالجزية مستفيدين من تسامح الاسلام وإقراره لاهل الكتاب على دينهم ،
وهو ما صرّح به الرّسول صلى الله عليه وسلم في كتابه لهم :
«إنِّي أدعوكم إلى عبادة الله ، فإن أبَيْتُم فالجزية ، وإنْ أبيتم آذنتكم بحرب» .
وبعد أن استقرّ الموقف بين الرّسول صلى الله عليه وسلم وبين وفد النصارى ،
كتب كتاب الصّلح وأشْهَدَ على ذلك شُهوداً .
ويذكر المؤرِّخون أنّ الايهم وهو أحد أفراد الوفد أعلن إسلامه
عند قدوم نجران وأقبل على بلاده وهو يعتنق الاسـلام متأثِّراً بحادثة المباهلة ودلالتها على صدق النبوّة .
وقد دلّت حادثة المباهلة على صدق دعوة الرّسول صلى الله عليه وسلم وثباته ،
فارس عباد- الــمــــــراقــــب الــــعــــــــــــام
- عدد المساهمات : 479
تاريخ التسجيل : 09/02/2010
مـنـتـدى الـشــبـــــــاب للــتـــواصـــــل :: قـضـايـا أمـتـنــا الاسـلامـيــة :: الـحـــوار الاسـلامــي المسيـحــي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت أكتوبر 24, 2015 6:38 pm من طرف bouchra
» الاستغفار فوائده وفضائله
السبت أكتوبر 24, 2015 6:34 pm من طرف bouchra
» هل ما يفعله الشيعه في عاشوراء بدعه وضلاله
السبت أكتوبر 24, 2015 6:29 pm من طرف bouchra
» المسلسل التركي حريم السلطان الجزء الثاني10/1
الجمعة يونيو 26, 2015 11:04 pm من طرف abwsohyla
» ► ■■■ ☼ كيفية فقدان الوزن بشكل طبيعي و سريع و آمن؟؟هام... - المستشار العائلي ☼ ■■■ ◄
الثلاثاء نوفمبر 18, 2014 1:07 pm من طرف Hajarita
» بالصور: مهرجان "كشرى أبو طارق" .. بتاع الغلابة والناس اللى فوق
الجمعة نوفمبر 07, 2014 3:38 pm من طرف Hajarita
» اياكي والكحل اثناء الحمل
الأربعاء سبتمبر 03, 2014 12:07 am من طرف عاشقة
» عيد فطر مبارك
الثلاثاء يوليو 29, 2014 5:57 am من طرف bouchra
» ما أسرع أيامك يا رمضان
الثلاثاء يوليو 22, 2014 10:32 pm من طرف bouchra