قصة جميلة ..

السلام عليكم


اليكم القصة


رفعت ألعاب طفلها بحذر..نظرت إليها بود و حنا..تذكرته..هنا كان يجلس..هناك فراشه..هنا كان يلعب..مرسمه الصغير..وضعت الألعاب برفق على أرففها و كأنها تضع طفلها في فراشه..أمسكت برسوماته الطفولية الجميلة..بحثت عن أول لوحة له..تذكرته و هو يجري إليها في المطبخ..مناديا بالكلمة التي عاشت عمرها كله لتسمعها "ماما"..
-مهلا..ماذا هناك..؟؟!!
-أنظري..
و أراها لوحته..و لكنها أمسكتها بالمقلوب..
-لأة..تدة غلط..
كان ينطق الكاف "تاء"..
-آسفة..
أصلحت الوضع..و نظرت إلى اللوحة باندهاش و هي تسمع تعليقه..
-دة "بابا"..و دي انتي..و دة بيتنا..
-بس إحنا مش عندنا جنينة..!!
-يا ماما دة رسم..!!
شعرت أنها أمام شاب ناضج..و ليس طفل في الرابعة..لوحته إلى حد ما صادقة..رسم والده و أوضحه..أبرز ما في ملامحه..نظارته الصغيرة..و أنفه الدقيق..و ابتسامته الرائعة..كما رسمها و أظهر ملامحها..شعرها المنفوش..و نحافة قامتها..بدت لوحة كاريكاتورية صادقة..
-بس إنت فين..؟!
-بصي..في الشبات..أنا أهو..ببص عليتم.
بالفعل كان هناك رسم صغير لطفل يقف في النافذة..
بحثت عن هذه اللوحة..تذكرت أنها علقتها على باب الثلاجة لتكون أمامها دائما..أسرعت إلى المطبخ..و نظرت إلى اللوحة..هناك تغيير كبير حدث..مرت ثلاثون عاما..مات والده..و شاب شعرها المنفوش..و إن كان لا يزال منفوشا..و زاد حجمها قليلا..بدأت التجاعيد تظهر على وجهها..همست لنفسها:
-أيام.
سمعت رنين التليفون..
-آلو..
-آلو..أمي..لقد فقد"محمد"لعبته المفضلة..فهل هي عندك..؟
-الدب"بو"..؟!
-نعم.
-وجدتها و أنا أنظف حجرتك..
-حسنا سآتي لآخذها..فالشقي لم يكف عن البكاء منذ أن استيقظ و لم يجد دبه بجواره.
-فلتأت بزوجتك و الأولاد و تمكث عندي الليلة..
-هل أنتِ مريضة..؟!تركناكِ بخير.
-أنا بخير..و لكنني أفتقدك.
-سآتي حالا..إلى لقاء قريب.
-في رعاية الله.
بعد قليل ستسمع الكلمة الثانية المحببة إليها..و التي عاشت عمرها لتسمعها.."تيتة"..
-رسالتي لم تكتمل بعد..هناك الأحفاد..
هكذا همست لنفسها..و ابتسمت في راحة و سعادة..و هي تنتظر طفلها الوحيد..مع زوجته و أولاده..نعم لا يزال طفلها..رغم سنوات عمره الأربعة و الثلاثين..و زوجته.. و أولاده الأشقياء الثلاثة..فلا تزال أمه موجودة..سيظل إلى ما شاء الله..طفلها الوحيد.