إستمع إلى القرآن الكريم
تحديد إتجاه القبلة
الساعة
اليومية
ساعات لجميع الدول
الصحف اليومية
جرائد مغربية |
---|
المواضيع الأخيرة
بحـث
ملاحظة
المغرب يُشيِّع مُفكِّره الكبير محمد عابد الجابري
صفحة 1 من اصل 1
المغرب يُشيِّع مُفكِّره الكبير محمد عابد الجابري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المغرب يُشيِّع مُفكِّره الكبير محمد عابد الجابري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هسبريس - و م ع
Wednesday, May 05, 2010
جرت بعد ظهر أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، مراسيم تشييع جثمان المفكر المغربي الكبير محمد عابد الجابري، الذي انتقل إلى عفو الله أول أمس الاثنين عن سن تناهز 75 عاما.
وبعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء حيث ووري الثرى، في موكب جنائزي مهيب.
حضر هذه المراسيم ، إلى جانب أفراد عائلة الراحل ، محمد معتصم مستشار الملك محمد السادس، وأحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعدد من أعضاء الحكومة، ومسؤولو أحزاب سياسية، وشخصيات تنتمي إلى عالم الجامعة والثقافة والإعلام وجمع من أصدقاء الراحل.
بالمناسبة، تلا محمد معتصم نص برقية التعزية التي بعثها الملك محمد السادس إلى أفراد عائلة الفقيد محمد عابد الجابري .
وأعرب الملك محمد السادس ، بهذه المناسبة المحزنة، لأفراد عائلة الفقيد ولأسرته السياسية في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولكافة محبيه وأصدقائه من أهل الثقافة والفكر والإبداع، عن أحر تعازي جلالته وصادق مواساته، "في رحيل أحد كبار المفكرين المغاربة، الذين كانوا نموذجا عاليا في العصامية والجدية والاستقامة، والعطاء الفكري المتنور، المتميز بترسيخ منهج العقلانية، وقيم الوطنية والمواطنة الحقة، متحليا في كل عطاءاته وعلى مدى حياته، بمناقب المفكرين الأجلاء، في العمل والاجتهاد، ونكران الذات، وخصال المناضلين المخلصين، في الالتزام السياسي الصادق، بوحدة وتقدم وطنه، وخدمة قضاياه العادلة، بتفان وإخلاص".
وأكد الملك محمد السادس أن الفقيد العزيز سيظل خالدا في سجل الفكر المغربي والعربي، بما أنجز من أعمال فكرية قيمة، ومؤلفات رائدة رصينة، عن الثقافة المغربية والفكر العربي والإسلامي، امتد صيتها إلى كافة ربوعه، لما تميز به من إعمال للمفاهيم والمناهج العصرية، في تحليل وتقويم تراثه المعرفي والحضاري المشرق، ولما كان له من دور بارز بالجامعة المغربية، كأحد أساتذتها الرواد، والباحثين المرموقين، والمنظرين الأكفاء، ورجال الفكر التربوي والإعلامي، على امتداد أزيد من نصف قرن.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز الحبيب المالكي عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن برقية التعزية التي بعثها الملك إلى أسرة الفقيد الصغيرة والكبيرة، تعبر عن أحاسيس المغاربة جميعا، وتترجم التقدير الكبير الذي يحظى به هذا المفكر العظيم.
وأضاف أن محمد عابد الجابري يعتبر هرما من أهرام العلم والثقافة ومنارة في مجال البحث والتفكير والإبداع، مبرزا أن الفقيد كان مناضلا وفيا ووطنيا غيورا، وأن المغرب فقد برحيله أحد رجالاته العظام .
وتجدر الإشارة إلى أن الراحل ، المزداد عام 1935 حاصل على دكتوراه الدولة في الفلسفة عام 1970 من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، التي عمل بها أستاذا للفلسفة والفكر العربي والإسلامي.
وانخرط الجابري في خلايا العمل الوطني في بداية خمسينيات القرن الماضي، كما كان قياديا بارزا في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي ظل يشغل لفترة طويلة عضوية مكتبه السياسي، قبل أن يعتزل العمل السياسي ليتفرغ لمشاغله الأكاديمية والفكرية.
وخلف المفكر الراحل العديد من المؤلفات من بينها "نحن والتراث : قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي" (1980)، و"العصبية والدولة : معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي" (1971)، و(نقد العقل العربي) الذي صدر في ثلاثة أجزاء هي (تكوين العقل العربي) و(بنية العقل العربي) و(العقل السياسي العربي).
كما أصدر "مدخل إلى فلسفة العلوم : العقلانية المعاصرة وتطور الفكر العلمي" (1982)، و"معرفة القرآن الحكيم أو التفسير الواضح حسب أسباب النزول" في ثلاثة أجزاء، و"مدخل إلى القرآن الكريم" إلى جانب العديد من الدراسات والمؤلفات في مجالات مختلفة.
شهادات : محمد عابد الجابري مفكر خارق للعادة وشخصية متكاملة
أكد مسؤولون وفاعلون سياسيون ومفكرون، أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، أن المغرب والعالم العربي فقدا بوفاة محمد عابد الجابري شخصية متكاملة ومفكرا خارقا للعادة.
وأبرزت هذه الفعاليات التي حضرت تشييع جثمان المفكر الراحل، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، الإسهامات المشرقة للجابري في الحقل السياسي والفكري والجامعي والتربوي والإعلامي.
وفي هذا السياق، أكد خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن الوطن العربي من المحيط إلى الخليج يشارك المغرب حزنه على فقدان رجل من وزن محمد عابد الجابري الذي تجاوز بإبداعه الفكري العظيم حدود البلد الذي نشأ فيه.
وأضاف الناصري أن الفكر العربي سيظل يذكر الفقيد، كمعلمة شامخة ساهمت في إشعاع الدور الفكري للمغرب وكذلك المفكر الذي أكد أن "المغرب قادر على إنتاج الفطاحل والإسهام في الفكر العربي الذي يلامس القضايا المؤرقة والصعبة جدا".
وقال محمد بن سعيد أيت يدر العضو المؤسس للحزب الاشتراكي الموحد، إن الجابري الذي جمعته به علاقات وطيدة، اضطلع بأدوار هامة في أكثر من محطة، مشيرا بشكل خاص إلى الدور الذي لعبه في المجال الإعلامي خاصة في جريدة (التحرير) التي كانت قد شرعت في الصدور خلال خمسينيات القرن الماضي.
وأبرز أهمية منجزات المفكر الراحل في الميدان الثقافي والفكري خاصة من خلال تناول الجانب المتعلق بنقد العقل العربي، مبرزا أن الجابري، الذي يعتبر أحد الأسماء المثقفة المرتبطة بالحياة السياسية، يعد من الوجوه التي ولجت الحقل الفكري لتحرير العقل العربي من جوانب متخلفة .
ومن جهتها، أبرزت رشيدة بن مسعود عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن الجابري يعد علامة بارزة ومضيئة في المشهد الثقافي المغربي والعربي والعالمي، ومفكرا ذا شخصية متعددة الأبعاد، مضيفة أن الفقيد كان رجلا وطنيا بامتياز ومؤسسا للجامعة المغربية.
وبعد أن أشارت إلى أن الجابري سيظل الغائب الحاضر بين المثقفين، أضافت أن الراحل ترك مجموعة هامة من المؤلفات يفخر بها المغرب والمثقفون.
من جهته، أبرز محمد الأشعري وزير الثقافة الأسبق، أن المغرب فقد في شخص محمد عابد الجابري رجلا أثر بعمق في الحركة السياسية والحركة الثقافية على حد سواء، مشيرا إلى أن الفقيد كان أحد أهم المثقفين الذين ساهموا في تحديث العمل السياسي بالمغرب وفي بلورة خط سياسي واضح مرتبط بالنضال من أجل الديمقراطية.
وأضاف أن الراحل كان له دور حاسم في التطورات التي عرفها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في عدد من المحطات المهمة في مساره السياسي، كما ساهم في التفكير حول المدرسة المغربية وقضايا التعليم داعيا إلى فهم الحاضر من خلال فهم الرصيد الثقافي ككل.
ومن جانبه، أبرز الجامعي محمد وقيدي، أن رحيل الجابري يعتبر خسارة كبرى للثقافة والفكر بالمغرب والعالم العربي، مشيرا إلى أن الراحل ترك تراثا كبيرا، فضلا عن انخراطه لسنوات طوال في ميدان التدريس وإشرافه على العديد من البحوث الجامعية.
وأضاف أن تراث الراحل يشكل أمانة بين أيدي زملائه وتلاميذه في الفلسفة، لأن ما أنجزه الجابري يستحق أن يكون موضع دراسة.
المغرب يُشيِّع مُفكِّره الكبير محمد عابد الجابري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هسبريس - و م ع
Wednesday, May 05, 2010
جرت بعد ظهر أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، مراسيم تشييع جثمان المفكر المغربي الكبير محمد عابد الجابري، الذي انتقل إلى عفو الله أول أمس الاثنين عن سن تناهز 75 عاما.
وبعد صلاتي الظهر والجنازة بمسجد الشهداء، نقل جثمان الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء حيث ووري الثرى، في موكب جنائزي مهيب.
حضر هذه المراسيم ، إلى جانب أفراد عائلة الراحل ، محمد معتصم مستشار الملك محمد السادس، وأحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعدد من أعضاء الحكومة، ومسؤولو أحزاب سياسية، وشخصيات تنتمي إلى عالم الجامعة والثقافة والإعلام وجمع من أصدقاء الراحل.
بالمناسبة، تلا محمد معتصم نص برقية التعزية التي بعثها الملك محمد السادس إلى أفراد عائلة الفقيد محمد عابد الجابري .
وأعرب الملك محمد السادس ، بهذه المناسبة المحزنة، لأفراد عائلة الفقيد ولأسرته السياسية في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ولكافة محبيه وأصدقائه من أهل الثقافة والفكر والإبداع، عن أحر تعازي جلالته وصادق مواساته، "في رحيل أحد كبار المفكرين المغاربة، الذين كانوا نموذجا عاليا في العصامية والجدية والاستقامة، والعطاء الفكري المتنور، المتميز بترسيخ منهج العقلانية، وقيم الوطنية والمواطنة الحقة، متحليا في كل عطاءاته وعلى مدى حياته، بمناقب المفكرين الأجلاء، في العمل والاجتهاد، ونكران الذات، وخصال المناضلين المخلصين، في الالتزام السياسي الصادق، بوحدة وتقدم وطنه، وخدمة قضاياه العادلة، بتفان وإخلاص".
وأكد الملك محمد السادس أن الفقيد العزيز سيظل خالدا في سجل الفكر المغربي والعربي، بما أنجز من أعمال فكرية قيمة، ومؤلفات رائدة رصينة، عن الثقافة المغربية والفكر العربي والإسلامي، امتد صيتها إلى كافة ربوعه، لما تميز به من إعمال للمفاهيم والمناهج العصرية، في تحليل وتقويم تراثه المعرفي والحضاري المشرق، ولما كان له من دور بارز بالجامعة المغربية، كأحد أساتذتها الرواد، والباحثين المرموقين، والمنظرين الأكفاء، ورجال الفكر التربوي والإعلامي، على امتداد أزيد من نصف قرن.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز الحبيب المالكي عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن برقية التعزية التي بعثها الملك إلى أسرة الفقيد الصغيرة والكبيرة، تعبر عن أحاسيس المغاربة جميعا، وتترجم التقدير الكبير الذي يحظى به هذا المفكر العظيم.
وأضاف أن محمد عابد الجابري يعتبر هرما من أهرام العلم والثقافة ومنارة في مجال البحث والتفكير والإبداع، مبرزا أن الفقيد كان مناضلا وفيا ووطنيا غيورا، وأن المغرب فقد برحيله أحد رجالاته العظام .
وتجدر الإشارة إلى أن الراحل ، المزداد عام 1935 حاصل على دكتوراه الدولة في الفلسفة عام 1970 من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، التي عمل بها أستاذا للفلسفة والفكر العربي والإسلامي.
وانخرط الجابري في خلايا العمل الوطني في بداية خمسينيات القرن الماضي، كما كان قياديا بارزا في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي ظل يشغل لفترة طويلة عضوية مكتبه السياسي، قبل أن يعتزل العمل السياسي ليتفرغ لمشاغله الأكاديمية والفكرية.
وخلف المفكر الراحل العديد من المؤلفات من بينها "نحن والتراث : قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي" (1980)، و"العصبية والدولة : معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي" (1971)، و(نقد العقل العربي) الذي صدر في ثلاثة أجزاء هي (تكوين العقل العربي) و(بنية العقل العربي) و(العقل السياسي العربي).
كما أصدر "مدخل إلى فلسفة العلوم : العقلانية المعاصرة وتطور الفكر العلمي" (1982)، و"معرفة القرآن الحكيم أو التفسير الواضح حسب أسباب النزول" في ثلاثة أجزاء، و"مدخل إلى القرآن الكريم" إلى جانب العديد من الدراسات والمؤلفات في مجالات مختلفة.
شهادات : محمد عابد الجابري مفكر خارق للعادة وشخصية متكاملة
أكد مسؤولون وفاعلون سياسيون ومفكرون، أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، أن المغرب والعالم العربي فقدا بوفاة محمد عابد الجابري شخصية متكاملة ومفكرا خارقا للعادة.
وأبرزت هذه الفعاليات التي حضرت تشييع جثمان المفكر الراحل، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، الإسهامات المشرقة للجابري في الحقل السياسي والفكري والجامعي والتربوي والإعلامي.
وفي هذا السياق، أكد خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن الوطن العربي من المحيط إلى الخليج يشارك المغرب حزنه على فقدان رجل من وزن محمد عابد الجابري الذي تجاوز بإبداعه الفكري العظيم حدود البلد الذي نشأ فيه.
وأضاف الناصري أن الفكر العربي سيظل يذكر الفقيد، كمعلمة شامخة ساهمت في إشعاع الدور الفكري للمغرب وكذلك المفكر الذي أكد أن "المغرب قادر على إنتاج الفطاحل والإسهام في الفكر العربي الذي يلامس القضايا المؤرقة والصعبة جدا".
وقال محمد بن سعيد أيت يدر العضو المؤسس للحزب الاشتراكي الموحد، إن الجابري الذي جمعته به علاقات وطيدة، اضطلع بأدوار هامة في أكثر من محطة، مشيرا بشكل خاص إلى الدور الذي لعبه في المجال الإعلامي خاصة في جريدة (التحرير) التي كانت قد شرعت في الصدور خلال خمسينيات القرن الماضي.
وأبرز أهمية منجزات المفكر الراحل في الميدان الثقافي والفكري خاصة من خلال تناول الجانب المتعلق بنقد العقل العربي، مبرزا أن الجابري، الذي يعتبر أحد الأسماء المثقفة المرتبطة بالحياة السياسية، يعد من الوجوه التي ولجت الحقل الفكري لتحرير العقل العربي من جوانب متخلفة .
ومن جهتها، أبرزت رشيدة بن مسعود عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن الجابري يعد علامة بارزة ومضيئة في المشهد الثقافي المغربي والعربي والعالمي، ومفكرا ذا شخصية متعددة الأبعاد، مضيفة أن الفقيد كان رجلا وطنيا بامتياز ومؤسسا للجامعة المغربية.
وبعد أن أشارت إلى أن الجابري سيظل الغائب الحاضر بين المثقفين، أضافت أن الراحل ترك مجموعة هامة من المؤلفات يفخر بها المغرب والمثقفون.
من جهته، أبرز محمد الأشعري وزير الثقافة الأسبق، أن المغرب فقد في شخص محمد عابد الجابري رجلا أثر بعمق في الحركة السياسية والحركة الثقافية على حد سواء، مشيرا إلى أن الفقيد كان أحد أهم المثقفين الذين ساهموا في تحديث العمل السياسي بالمغرب وفي بلورة خط سياسي واضح مرتبط بالنضال من أجل الديمقراطية.
وأضاف أن الراحل كان له دور حاسم في التطورات التي عرفها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في عدد من المحطات المهمة في مساره السياسي، كما ساهم في التفكير حول المدرسة المغربية وقضايا التعليم داعيا إلى فهم الحاضر من خلال فهم الرصيد الثقافي ككل.
ومن جانبه، أبرز الجامعي محمد وقيدي، أن رحيل الجابري يعتبر خسارة كبرى للثقافة والفكر بالمغرب والعالم العربي، مشيرا إلى أن الراحل ترك تراثا كبيرا، فضلا عن انخراطه لسنوات طوال في ميدان التدريس وإشرافه على العديد من البحوث الجامعية.
وأضاف أن تراث الراحل يشكل أمانة بين أيدي زملائه وتلاميذه في الفلسفة، لأن ما أنجزه الجابري يستحق أن يكون موضع دراسة.
محمد سعيد- الـمديــرالعــام للمنتــدى
- عدد المساهمات : 1291
تاريخ التسجيل : 24/01/2010
الموقع : المغرب
محمد عابد الجابري، العقل الهادئ
محمد عابد الجابري، العقل الهادئ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
علي الوكيلي
Wednesday, May 05, 2010
حين كنت تلميذا في الثانوي أواخر السبعينيات، تحدث لنا أستاذ الفلسفة عن الجابري، باعتباره أحد مؤلفي الكتاب المقرر آنذاك "دروس في الفلسفة"، وربما لم أستوعب مكانة الرجل آنذاك، لأني كنت مشتت الذهن، أمام مقرر طويل وعريض، وربما لم أكن تلميذا متميزا في درس الفلسفة، غيرأني أذكر أن مقرر الفلسفة كان رائعا، استنفذت منه خارج الحاجة والضرورة المدرسيتين.
لكن حين انتسبت للجامعة، ووسعت مداركي، وانخرطت في موقف سياسي يساري واضح، وزنت الجابري وعرفت قدره، بقراءتي لكتبه الصادرة آنذاك في فترة السبعينيات، وقدرته أكثر حين استشعر الحاكمون خطورة الدرس الفلسفي فشنوا حربا شعواء عليها، في الثانوي والعالي، فقط لأنهم اعتقدوا أن تدريس الفلسفة وتحبيبها للمتمدرسين وطلاب الجامعة هو تقوية لدراع الأحزاب اليسارية، ولم تدرك بعد أن الفلسفة لا علاقة لها بالإديولوجيات، وإنما هي أداة علمية تبحث في تاريخ الفكر الإنساني وآلياته ومواقفه من الوجود المادي وغير المادي.
تعرفت بعد ذلك على الجانب السياسي للجابري، فعلمت أنه مناضل كبير قبل الاستقلال وبعده، وأن مواقفه كانت يسارية واضحة، وأنه ناضل في حزب الاستقلال ثم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأنه كان منظرا للحزب وقائدا للفكر الحر فيه، دون أن "يتبند" في الصفوف الأولى كما فعل آخرون، كان المنارة الفكرية التي يعتز بها أي حزب، ومع ذلك..
تحفظ الجابري على مسار الحزب ورجع إلى الوراء، هو ومجموعة أخرى، دون أن يقطع تماما مع الناضلين، لكن تراجعه إلى الوراء كان ينم عن حكمة الرجل وعن إرادته في النأي بنفسه عن توجهات جديدة لم تكن تسر أحبة ومناضلي الحزب، توجهات ابتدأت مع خلاف الاتحاديين حول الانسحاب من البرلمان بعد أحداث 1981 الدامية. ثم توالت الأحداث وتشعبت، والرجل مشارك بقلبه مع الحزب دون أن يتورط في أي اتجاه للحزب بعد هذا التاريخ. لا شك أنه احتفظ بعلاقة طيبة مع جميع إخوانه، وربما استشاره هؤلاء في الكثير من الفترات الحالكة التي مر منها الاتحاد الاشتراكي، وهذا ما جعله محبوبا من طرف جميع ألوان الحزب، لكنه لم يبد أي موقف رسمي له.
هذا يعني أن الرجل لم يتهافت على المناصب ولا قلب المعطف كما فعل بعض الليبراليين الاشتراكيين، ظل نقيا عفيفا يعيش حياة متوازنة لا تختلف عن حياة أي أستاذ جامعي مؤلف لكتب اخترقت المغرب إلى العالم العربي إلى العالم بأسره، لهذا السبب كبر في أعين الناس من حيث صغر الكثيرون من "المناضلين" الذي ناضلوا في المال العام، حتى ولو كانوا "مخززين" في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
الجانب الأهم في حياة الجابري يتعلق بفكره، هو رجل عقلاني منذ أن تعرفت عليه، وإذا كان المغرب لم يفقد في تاريخه رجالا متنورين، فإن هذا الرجل تميز بأسلوب خاص، ألخصه في جملة واحدة: "العقلانية القوية غير الصدامية"، فهو لم يكن متطرفا في فكره داعيا إلى القطع مع التراث، وإنما كان يدعو إلى حداثة عقلانية تستمد قوتها من التراث، لكن بنظرة أخرى تتجاوز أعطابه النابعة من أعطاب العقل العربي عموما. وبما أن الأمر يتطلب كثيرا من الجرأة في تخطي الحدود الحمراء فإنه اختط أسلوبا في البحث ظاهره لا يستفز أنصار النص لكن باطنه فيه الكثير من الغنى الفكري الذي يمكنه تأسيس مشروع كبير واعد بنتائج خطيرة (بالمعنى الإيجابي)، وسيبين التاريخ أن الجابري كان على حق حين تجنب الصدام، آخذا تخلف العقل العربي بعين الاعتبار، ومن حيث أن الصدام سيعطل المشروع نهائيا لأنه سيخلق مقاومة عنيفة لن تسمح حتى ببداية النقاش، مقاومة أو حساسية مفرطة عند أكثر الناس استعدادا لمراجعة التراث، فإن تجديد العقل العربي له سبيل واحد، المراجع الشاملة للمنظومة الفكرية العقدية العربية وإعادة بنائها من جديد، بعد فضح أعطابها وتناقضاتها، بالمنطق الذي يقهر الجميع.
وقد يكون القرآن الحكيم أحد أهم الكتب التي أراد الجابري قراءتها بطريقة أخرى، وهو الذي ظل غير قابل للقراءة خارج المألوف والموروث، بينما من الممكن الحد من تلاعبات التأويل الذي جعل الناس تحوله إلى أداة لوقف حركة الأمة الإسلامية إلى الأمام، وربما كان التعرف على أسباب النزول أحد أهم وسائل تقنين التأويل الخاطئ والمزاجي للقرآن. والحقيقة أن بعض ما جاء فيه مقترن بتاريخ وحدث معينين يمنعان سريان الأحكام والشرائع على الحاضر، وحتى يتم التحقق مما أراد الله وضعه تشريعات لكل زمان ومكان وما جاء وليد لحظته مقترنا بزمنه، وما العيب في ذلك؟
لو كان الجابري في زمن آخر، يقبل فيه الناس الفكر الحر، لكتب الجابري كتبه بطريقة أخرى تماما، لكنه كان يكتب في حقل ملغوم يتطلب الكثير من الهدوء والذكاء، وقد نجح في إيصال أفكاره بعقلانيته الرزينة أكثر مما فعله آخرون بالفكر المستفز الرافض، أفكار الآخرين ماتت مع موت الإيديولوجيا بينما فكر الجابري سيظل أبديا يموت مع نهاية العالم.
فهل يسعفنا هذا البلد بمثل الجابري؟ صعب لكن غير مستحيل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
علي الوكيلي
Wednesday, May 05, 2010
حين كنت تلميذا في الثانوي أواخر السبعينيات، تحدث لنا أستاذ الفلسفة عن الجابري، باعتباره أحد مؤلفي الكتاب المقرر آنذاك "دروس في الفلسفة"، وربما لم أستوعب مكانة الرجل آنذاك، لأني كنت مشتت الذهن، أمام مقرر طويل وعريض، وربما لم أكن تلميذا متميزا في درس الفلسفة، غيرأني أذكر أن مقرر الفلسفة كان رائعا، استنفذت منه خارج الحاجة والضرورة المدرسيتين.
لكن حين انتسبت للجامعة، ووسعت مداركي، وانخرطت في موقف سياسي يساري واضح، وزنت الجابري وعرفت قدره، بقراءتي لكتبه الصادرة آنذاك في فترة السبعينيات، وقدرته أكثر حين استشعر الحاكمون خطورة الدرس الفلسفي فشنوا حربا شعواء عليها، في الثانوي والعالي، فقط لأنهم اعتقدوا أن تدريس الفلسفة وتحبيبها للمتمدرسين وطلاب الجامعة هو تقوية لدراع الأحزاب اليسارية، ولم تدرك بعد أن الفلسفة لا علاقة لها بالإديولوجيات، وإنما هي أداة علمية تبحث في تاريخ الفكر الإنساني وآلياته ومواقفه من الوجود المادي وغير المادي.
تعرفت بعد ذلك على الجانب السياسي للجابري، فعلمت أنه مناضل كبير قبل الاستقلال وبعده، وأن مواقفه كانت يسارية واضحة، وأنه ناضل في حزب الاستقلال ثم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ثم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأنه كان منظرا للحزب وقائدا للفكر الحر فيه، دون أن "يتبند" في الصفوف الأولى كما فعل آخرون، كان المنارة الفكرية التي يعتز بها أي حزب، ومع ذلك..
تحفظ الجابري على مسار الحزب ورجع إلى الوراء، هو ومجموعة أخرى، دون أن يقطع تماما مع الناضلين، لكن تراجعه إلى الوراء كان ينم عن حكمة الرجل وعن إرادته في النأي بنفسه عن توجهات جديدة لم تكن تسر أحبة ومناضلي الحزب، توجهات ابتدأت مع خلاف الاتحاديين حول الانسحاب من البرلمان بعد أحداث 1981 الدامية. ثم توالت الأحداث وتشعبت، والرجل مشارك بقلبه مع الحزب دون أن يتورط في أي اتجاه للحزب بعد هذا التاريخ. لا شك أنه احتفظ بعلاقة طيبة مع جميع إخوانه، وربما استشاره هؤلاء في الكثير من الفترات الحالكة التي مر منها الاتحاد الاشتراكي، وهذا ما جعله محبوبا من طرف جميع ألوان الحزب، لكنه لم يبد أي موقف رسمي له.
هذا يعني أن الرجل لم يتهافت على المناصب ولا قلب المعطف كما فعل بعض الليبراليين الاشتراكيين، ظل نقيا عفيفا يعيش حياة متوازنة لا تختلف عن حياة أي أستاذ جامعي مؤلف لكتب اخترقت المغرب إلى العالم العربي إلى العالم بأسره، لهذا السبب كبر في أعين الناس من حيث صغر الكثيرون من "المناضلين" الذي ناضلوا في المال العام، حتى ولو كانوا "مخززين" في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
الجانب الأهم في حياة الجابري يتعلق بفكره، هو رجل عقلاني منذ أن تعرفت عليه، وإذا كان المغرب لم يفقد في تاريخه رجالا متنورين، فإن هذا الرجل تميز بأسلوب خاص، ألخصه في جملة واحدة: "العقلانية القوية غير الصدامية"، فهو لم يكن متطرفا في فكره داعيا إلى القطع مع التراث، وإنما كان يدعو إلى حداثة عقلانية تستمد قوتها من التراث، لكن بنظرة أخرى تتجاوز أعطابه النابعة من أعطاب العقل العربي عموما. وبما أن الأمر يتطلب كثيرا من الجرأة في تخطي الحدود الحمراء فإنه اختط أسلوبا في البحث ظاهره لا يستفز أنصار النص لكن باطنه فيه الكثير من الغنى الفكري الذي يمكنه تأسيس مشروع كبير واعد بنتائج خطيرة (بالمعنى الإيجابي)، وسيبين التاريخ أن الجابري كان على حق حين تجنب الصدام، آخذا تخلف العقل العربي بعين الاعتبار، ومن حيث أن الصدام سيعطل المشروع نهائيا لأنه سيخلق مقاومة عنيفة لن تسمح حتى ببداية النقاش، مقاومة أو حساسية مفرطة عند أكثر الناس استعدادا لمراجعة التراث، فإن تجديد العقل العربي له سبيل واحد، المراجع الشاملة للمنظومة الفكرية العقدية العربية وإعادة بنائها من جديد، بعد فضح أعطابها وتناقضاتها، بالمنطق الذي يقهر الجميع.
وقد يكون القرآن الحكيم أحد أهم الكتب التي أراد الجابري قراءتها بطريقة أخرى، وهو الذي ظل غير قابل للقراءة خارج المألوف والموروث، بينما من الممكن الحد من تلاعبات التأويل الذي جعل الناس تحوله إلى أداة لوقف حركة الأمة الإسلامية إلى الأمام، وربما كان التعرف على أسباب النزول أحد أهم وسائل تقنين التأويل الخاطئ والمزاجي للقرآن. والحقيقة أن بعض ما جاء فيه مقترن بتاريخ وحدث معينين يمنعان سريان الأحكام والشرائع على الحاضر، وحتى يتم التحقق مما أراد الله وضعه تشريعات لكل زمان ومكان وما جاء وليد لحظته مقترنا بزمنه، وما العيب في ذلك؟
لو كان الجابري في زمن آخر، يقبل فيه الناس الفكر الحر، لكتب الجابري كتبه بطريقة أخرى تماما، لكنه كان يكتب في حقل ملغوم يتطلب الكثير من الهدوء والذكاء، وقد نجح في إيصال أفكاره بعقلانيته الرزينة أكثر مما فعله آخرون بالفكر المستفز الرافض، أفكار الآخرين ماتت مع موت الإيديولوجيا بينما فكر الجابري سيظل أبديا يموت مع نهاية العالم.
فهل يسعفنا هذا البلد بمثل الجابري؟ صعب لكن غير مستحيل.
محمد سعيد- الـمديــرالعــام للمنتــدى
- عدد المساهمات : 1291
تاريخ التسجيل : 24/01/2010
الموقع : المغرب
مواضيع مماثلة
» محمد عابد الجابري في ذمة الـــلـــــــــــــــــــــــــــــه .
» المغرب يرفض تصوير فيلم إيراني يجسّد النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
» لا لتنصير أطفال المغرب
» الجابري: العقل المثير للجدل الباحث عن السؤال والمآل
» موقع المغرب الملكي للأنباء .
» المغرب يرفض تصوير فيلم إيراني يجسّد النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
» لا لتنصير أطفال المغرب
» الجابري: العقل المثير للجدل الباحث عن السؤال والمآل
» موقع المغرب الملكي للأنباء .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت أكتوبر 24, 2015 6:38 pm من طرف bouchra
» الاستغفار فوائده وفضائله
السبت أكتوبر 24, 2015 6:34 pm من طرف bouchra
» هل ما يفعله الشيعه في عاشوراء بدعه وضلاله
السبت أكتوبر 24, 2015 6:29 pm من طرف bouchra
» المسلسل التركي حريم السلطان الجزء الثاني10/1
الجمعة يونيو 26, 2015 11:04 pm من طرف abwsohyla
» ► ■■■ ☼ كيفية فقدان الوزن بشكل طبيعي و سريع و آمن؟؟هام... - المستشار العائلي ☼ ■■■ ◄
الثلاثاء نوفمبر 18, 2014 1:07 pm من طرف Hajarita
» بالصور: مهرجان "كشرى أبو طارق" .. بتاع الغلابة والناس اللى فوق
الجمعة نوفمبر 07, 2014 3:38 pm من طرف Hajarita
» اياكي والكحل اثناء الحمل
الأربعاء سبتمبر 03, 2014 12:07 am من طرف عاشقة
» عيد فطر مبارك
الثلاثاء يوليو 29, 2014 5:57 am من طرف bouchra
» ما أسرع أيامك يا رمضان
الثلاثاء يوليو 22, 2014 10:32 pm من طرف bouchra